شهدت الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك حيوية ونشاطا كبيرين إذ أمست وأصبحت دار القرآن الكريم مسفرة ضاحكة مستبشرة لما بدا لها نضج ثمرتين من ثمارها اليانعة المستمدة من نخلة القرآن، فبعدما زهت مدت بالرطب، وها هي اليوم تمد بالثمار، فاكتمل النضج على تقوى من الله ورضوان بعد أن كان المشرفون يتابعونها بالرعاية والسقاية والاعتناء، فانضم المستظهران إلى أهل الله وخاصته، وإلى الذين اصطفاهم الله تعالى ليحملوا كتابه على صدورهم، فهاهم اليوم حققوا مرادهم وحددوا غايتهم وبلغوا مجدا رفيعا بعد أن أغلقوا لليأس نوافذه، وفتحوا للعزم أبوابه ففازوا بالصحو المنشود بعد عمل مجهود، فحُقَّ لهم أن يفخروا بهذا المكسب العظيم.       

وكان على هذا الدرب المستظهر الثاني بازين سليمان بن بكير من مواليد 22 نوفمبر 1994م بغرداية درس القرآن الكريم بمدرسة عمي سعيد فرع بابا السعد، فتوجت مسيرته بختم القرآن الكريم بالتربص الصيفي لتحفيظ القرآن الكريم والتفقه في الدين التابع لمعهد عمي سعيد العريق في صيف 2007م، ولرغبة أكيدة في حفظ القرآن الكريم التحق الطالب سليمان بدار القرآن الكريم في صائفة 2010م، فكان على مقربة من استظهار القرآن العظيم لكن الأقدار حالت دون ذلك واقتضت مشيئة الله ذلك، ولكن سليمان لم يستسلم فقد أعاد الكرة في هذه السنة فتحقق حلمه الذي كان يراوده – والحمد لله – في استظهار السلكة الأولى يوم الخميس 04 رمضان المبارك 1432هـ يوافقه 04 أوت2011م عند الأستاذ خواجة صالح بن إبراهيم بتقدير حسن وبعشرة أخطاء، وبعد استدراك النقص، وتدارك الأخطاء والهفوات استظهر سليمان السلكة الثانية يوم الإثنين 08 رمضان المبارك 1432هـ يوافقه 08 أوت 2011م عند الأستاذ بن عبد الله داود بن صالح بتقدير جيد وبخطأين. فهنيئا هنيئا للطالبين على حملهم الأمانة الثقيلة التي لا تُنال إلا بالنصب والتعب، فهاهم اليوم ينعمون بالراحة الكبرى التي كانوا ينشدونها بعد المضي في مسالك التعب المضني، فما أحلى الراحة بعد التعب! ولا بد للشهد من إبر النحل أو إبر النخل.

ونصيحتي لمن هم على مضمار التحصيل أن لا يفتحوا لأنفسهم بابا للفشل والخمول، فلا تحلو الدنيا إلا بالعمل، ومن أراد الفوز والنجاح فعليه بالصبر، فلا يتحقق المجد حتى يلعق الصبر ويتجرع رغم مرارته وثقله على النفوس، ولكن! بعد أن يقطع عناء الطرق والجسور، فالعمل العمل والجد الجد للفوز بالمنى، فما نيل المطالب بالتمني ولكن تدرك الدنيا بالمشقة والتعب.