اتصل بنا حريطة الموقع سجل الزوار صندوق الخير دار القرآن الصفحة الرئيسية
يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ
16:46 يوافقه 23/أفريل/2024 ميلادية الثلاثاء 14/شوال/1445 هجرية
منبر الدار-> خواطر من القلب -الأخوة الحقة
 

 

 

خواطر من القلب

الحمد لله رب العلمين القائل في كتابه المبين: ﴿ إِنَّمَا الْمُومِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ الحجرات 10   سبحانه جل شأنه، أرسل رسوله بالهدى ودين الحق بشيرا ونذيرا للناس أجمعين القائل صلى الله عليه وسلــم:« الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ الْمَرْصُوصِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا» صل اللهم عليه في الأولين ، صل عليه في الآخرين وصل عليه في الملإ الأعلى إلى يوم الدين. إخواني القراء أقدم لكم موضوعا قيما من المواضيع الاجتماعية الهامة وهو:

الأخوة الحقة

فالأخوة في اللغة هي القربة والجوار، فنقول: فلان أخ فلان أي: قريبه أو جاره.

واصطلاحا: هي علاقة اجتماعية متينة تجمع شخصين فأكثر بأوجه متعددة من حيث النسب أو الرضاع أو الجوار وغيرها، وهي من بين أهم العلاقات الصحيحة على غرار علاقة الزوجية أو علاقة الأبوة والبنوة...

وقد حرض الإسلام على المحافظة عليها وحمايتها بكل ما أوتينا من الأسباب والوسائل، لقوله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمُ إِذْ كُنْتُمُ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ  فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَــتِهِ إخْــوَانَا﴾

آل عمران 103  . وقد اعتبرها من أهم العلاقات التي تسهم في ترابط المجتمع وتضامنه مع بعضه لقوله صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى".

 ومما يثبت حرص ديننا الحنيف على ذلك كون آخر ما وصى به الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع هو التحريض على حفظ الأخوة بين المسلمين قائلا: "  أيُّهَا النَّاسُ: إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ إِلَى أَنْ تَلْقَوْا رَبَّكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ اللَّهُمَّ فَاشْهَدْ، أيُّهَا النَّاسُ: إِنَّمَا المْـُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ وَلاَ يَحِلُّ لِامْرِئٍ مَالَ أَخِيهِ إِلَّا عَن طِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ اللَّهُمَّ فَاشْهَدْ ، الْمُسْلِمُ أَخُو المْـُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يَخْذُلُهُ وَلاَ يَحْقِرُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِماً سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بِحَسْبِ امْرِئٍ مِن الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ ..." أو كما قال عليه السلام.

وذلك عين قوله تعالى: ﴿ مِنَ اَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الاَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنَ اَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾ المائـدة31

غير أن الواقع وللأسف الشديد، يثبت عكس ما نقول ونذكر، فحسبنا ألما وحسرة أن نرى إخواننا المسلمين يتقاتلون ويتناحرون من أجل سبب زائف من أسباب الدنيا، وما تاريخنا العربي والإسلامي عامة إلا دليل على ذلك ، و نسأل الله السلامة.

ثم إن النموذج المثالي لهذه العلاقة الاجتماعية هو ما نعيشه- نحن طلبة القرآن متعلميه ومُعَلِّمِيه في دار عامرة مضيافة: " دار القرآن الكريم" - حيث نمضي لحظات وأجواء إيمانية رائعة لا توصف في أسطر، وحسبنا شرفا وكرما أن يجتمع في هذه الدار من كل حدب وصوب طلبة همهم الوحيد وشغلهم الشاغل حفظ القرآن الكريم وتعلمه وفهمه وتأمله، ولو كان ذلك على حساب إجازتهم وراحتهم حيث يقضي أمثالهم الصيف في الشواطئ والمتنـزهات، ونحن نقضيها في رحاب دار القرآن، ولسنا بأقل أجرا من أساتذتنا الذين منحوا الغالي والنفيس من أجل راحتنا ودراستنا وجمع شملنا، ولله در الشاعر الحكيم إذ يقول:

أُخُوَّةً نَسَجَ الْقرْآنُ عُرْوَتَـهَا
هَذَاالتَّضَامُنُ قَدْ قَوَّى أَوَاصِرَهُمْ
قَدْ أَلَّفَ الدِّينُ وَالْإِسْلاَمُ بَيْنَهُمُ
يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَفِي طَمَعٍ
بُشْرَاكُمُ إِنَّ فَضْلَ اللهِ حَفّكُمُ

 

 

أَضْحَتْ عَلَى وِحْدَةِالإِسْلاَمِ بُرْهَانَا
رَصَّ الصُّفُوفَ فَأَعْظِمْ فِيهِ بُنْيانَا
وَشَدَّ مِنْ عَرَصَاتِ الْقَوْمِ أَرْكَانَا
وَيسْأَلونَ إِلَهَ الْعَرْشِ غُفْرَانَا
وَزَادَكُمْ حِكْمَةً مِنْهُ وَإِيمَانَا

     

    

 

 

  

فما أحلى أخوة الدين والعلم والقرآن! وما أعظمها أخوة! القرآن أبوها، والإرادة والعزيمة أمها، والإدارة والأساتذة رعاتها.

فنصيحتي لكم أحبائي في الله إخواني الطلبة كل واحد منكم باسمه أن تحبوا بعضكم بعضا حبا جما، فسيأتي يوم نفترق فيه لا محالة! فلا يبقى بيننا إلا الذكر الحسن والأخلاق الحميدة والذكريات الجميلة واليوميات الرائعة.

فلنترك نزغات الشيطان ووساوسه جانبا، ولنحاول أن ننبه عن كل خلاف مفسد لعلاقاتنا، ومهدد لأيامنا السعيدة وليالينا الهادئة، ولنتسامح في الله ولله، وما المذهبية أو العصبية القبلية أو اللهجة أو النسب إلا أعراض زائلة، وهي مفسدة لوحدتنا وأخوتنا، يقول عليه السلام: " إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ حَمِيَّةَ الجْـَاهِلِيَّةِ، النَّاسُ مِنْ آدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ ،  وَلاَ فَضْلَ لِعَرَبِي عَلَى عَجَمِيّ إِلاَّ بِالتَّقْوَى" فليكن شعارنا شعار رائد النهضة الإسلامية الجزائرية الشيخ عبد الحميد بن باديس، المتمثل في قوله: "العربية لغتنا، الإسلام ديننا و الجزائر وطننا"  ولنقل نحن كذلك: القرآن نهجنا بغية توحيد صفوفنا في دار القرآن الكريم، ولا بأس إن قلنا: الجزائر وطننا، فهي وطننا ووطن كل من قصدها للعلم والقرآن، فأكرم بها بلدا!.

فاللهم اجعل جمعنا جمعا مباركا مرحوما وتفرقنا تفرقا مباركا معصوما، اللهم لا تجعل فينا ولا منا ولا من معنا معاشر المسلمين شقيا ولا محروما، واكف عنا اللهم شر أنفسنا وشر القوم الظالمين وشر كل شيء يا أرحم الراحمين آمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

بقلم حامل الأمانة الثقيلة: بكلي معاذ بن الحاج عبد الله

قسم: الغفران

 

 
أضفنا للمفضلة
الصفحة الرئيسة
دار القرآن
قسم الدوريات
قسم الإجازة
الإصدارات
التربص الصيفي
أرشيف الموقع

...مواضيع، مقالات، مرئيات

 

 

 

 
عدد المتواجدين الآن: 11
عدد الزوار اليوم: 16
عدد الزوار الكلي: 202
 
 
الرئيسة | دار القرآن | صندوق الخير | سجل الزوار | خريطة الموقع | اتصل بنا
Copyright © Dar el-quran- 2009-2010 Developed & Designed by H.Hassen - T.Salah